[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يا استاذ ايمن مش عايزة تزعل منى علشان الرد بتاع الدعوة بتاعتك الى انا مش موافقة عليها من زمان وياما اتكلمنا فيها بس النهاردة مش انا الى هرد ونخلى اهل العلم الى يردو ا وياريت ترجع عن هذه الفكرة لانها بجد مش حلوة وانا هنزلك كام رد من الالاف الردود على هذا الموضوع ونتمنى ان تشيل هذه الفكرة من منتدنا الى بنعتبره بيتنا الصغير وان شاء الله يكبر اليكم الرد الاوللا شك أن هذه الدعوة باطلة شرعا وعقلا .
فهذه الدعوة لا يقبلها اليهود ولا النصارى ، وغنما قال بها ودعا إليها بعض ضعاف المسلمين نتيجة الهزيمة النفسية .
فلا يُمكن لليهود أن يتنازلوا عن شيء من دينهم ولا النصارى ، ولكنهم يُريدوننا أن نتنازل وأن نتخلّى عن ديننا ، وقد قال ربنا سبحانه وتعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) [ القرآن الكريم . سورة البقرة : آية 120 ] .
وقوله سبحانه وتعالى : ( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) [ القرآن الكريم . سورة البقرة : آية 145 ] .
وهذا كلّه يوضح ويُبين عن حقائق تلك الدعاوى ، التي يزعمون بها وحدة الأديان ، وهم لا يُريدون وحدة بل يُريدون من المسلمين أن يتنازلوا عن دينهم .
ولو تنازلوا هم عن دينهم فإننا لا نتنازل عن ديننا ، وهكذا يجب أن يكون ، فدِين الله عز وجل صالح لكل زمان ومكان ، وهو دين كامل محفوظ بحفظ الله .
وهو يواكب الحياة فهو دين الحياة. دِين الإسلام هو دين العدل ، وهو دِين الرّحمة ، وهو دين الشمولية لكل مناحي الحياة ، وهو الدِين العالمي ، الذي يجمع بين الناس ولا يُفرّق بينهم ، فلا فرق بين أحمر ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى .
ودين الإسلام هو المهيمن على سائر الأديان ؛ لأن كل دين كان يختص بزمان أو مكان ، أما دين الإسلام فإنه المهيمن على جميع الأديان لأنه لا دِين بعده .
ولذا قال الله عز وجل : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) [ القرآن الكريم . سورة المائدة : آية 48 ] .
ثم إن مسألة الدعوة إلى وحدة الأديان هي من دعاوى المنافقين ،
ولذا قال الله عز وجل عن المنافقين : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا ) [ القرآن الكريم . سورة النساء : الآيات 61 - 63 ] .
فالمنافقون هم الذين يُريدون التوفيق بين دِين الله ، وهو الإسلام ، وبين الأديان الأخرى .
والمنافقون كانوا يركنون إلى اليهود ويسمعون منهم ، كما قال ربنا تبارك وتعالى : ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) [ القرآن الكريم . سورة البقرة : الآية 14 ] .
وقد آيسنا ربنا من إيمان اليهود ، فقال ربنا سبحانه وتعالى : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) ؟ [ القرآن الكريم . سورة البقرة : الآيات 75 - 77 ] .
وآيسنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من إسلام اليهود ، فقال : لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود . رواه البخاري ومسلم .
فهل يُرجى بعد ذلك أن يكون هناك وحدة أديان ؟
وموقف المؤمن واضح من مثل هذه القضية ، الذي كان يُعلنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل يوم وليلة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على قراءة سورة ( الكافرون ) في راتبة المغرب وراتبة الفجر .
وفيها إعلان البراءة مما يعبد الكفار ، وإيضاح موقف المسلم الواضح الجلي ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) .
فهو إعلان بوضوح وبجلاء عن تميّز المسلم في دينه ومباينته للكفار ، وأنه لا يُمكن التلاقي بين الأديان ، ولا الرضا بأنصاف الحلول .
والذين يدعون إلى وحدة الأديان يُريدون الحصول على دين مُلفّق !
وأين هم من موقف أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه
وقد ارتدّ من ارتد من قبائل العرب ، فكلّمه عمر رضي الله عنه في ذلك ، فغضب أبو بكر غضبة ما غضبها قبل يومه ذلك ولا بعده ، انتصر فيها لدِين الله عز وجل حتى قال قولته المشهورة : جبّار في الجاهلية خوّار في الإسلام ؟!
أمَا إن أبا بكر رضي الله عنه لم يَرْضَ بأنصاف الحلول فيقبل منهم الصلاة دون الزكاة ، ولم يرض منهم بِدين ناقص ، بل قال لعمر : والله لأُقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . فقال عمر رضي الله عنه : فو الله ما هو إلا أن رأيت الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق . رواه البخاري ومسلم .
فأين دُعاة وحدة الأديان من هذا الموقف الذي وقفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمام من منع الزكاة ، فكيف به لو رأى من أراد تلفيق دِينِه ، أو تقريبه من الأديان المحرّفة المنسوخة ؟!
ومن يزعم أنه سوف يقوم بتطوير دِين الإسلام فإلى أي مدى سوف يُطوّره ؟ وإلى حـدّ سوف يتنازل ؟وما هو القدر الذي سوف يُبقي عليه ويُبقيه من دِين الإسلام ؟وماذا سيأخذ من الأديان الأخرى ؟ وكم هي النسبة المسوح بها ؟!
إن النبي صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي لم يدعو إلى وِحدة الأديان ولا التقريب بينها ، مع أن اليهود كانوا معه في المدينة ، والنصارى معه في جزيرة العرب ، إذ كانوا في نجران .
ومع ذلك لم يكن هناك تقريب بينه وبينهم بل كانت المفاصلة بينه وبين أعدائه ؛ لأنه لا يُمكن أن يُخلط الحق بالباطل ، ولا أن يُعبد الله بما شرع وبما لم يشرع ، ولا أن يؤخذ ببعض الكتاب ويُترك بعضه ، فهذا كفر بالله العظيم ، وقد عاب الله على اليهود ذلك فقال : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [ القرآن الكريم . سورة البقرة : الآية 85 ] .
وهذا هو حُكم الله فيمن يُريد أن يأخذ ببعض الكتاب ويترك بعضه . فإن الله سبحانه وتعالى سمّى ترك بعض الكتاب كُفراً به سبحانه وتعالى .ومن أراد التقريب بين الأديان فإنه ولا بد سوف يتخلّى عن بعض دينه ، وسوف يكفر ببعض كتابه .
ومن أراد تقريب الأديان ودعا إلى وحدة الأديان فإنه لا محالة سوف يتنازل عن أهم مهمات العقيدة ، بل لا بـدّ أن يكفر بالقرآن العظيم .
فالمسلم الذي يقرأ الفاتحة هو في حقيقته يسأل الله أن يهديه صراط الله المستقيم ، وهو دِين الإسلام ، ويستعيذ بالله من صراط المغضوب عليهم ، وهم اليهود ، ومن صراط الضالين ، وهم النصارى !
فأي وحدة يطلب ؟ وإلى أي دعوة يدعو ؟ ليكفر بفاتحة الكتاب أولاً ثم يدعو إلى ما شاء !
وقد قال رب العزة سبحانه وتعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) [ القرآن الكريم . سورة الكهف : الآية 29 ] .
وهذا على سبيل التهديد والوعيد لا أنه على سبيل التخيير .
ثم إن الدعوة إلى وحدة الأديان تكذيب بما أخبر به الله ورسوله من بقاء الصراع والقتال بين المسلمين واليهود والنصارى ، وما أخبر به من أخبار الملاحم التي تكون في آخر الزمان .
كما أنها مخالفة لسنة كونية ثابتة من سُنن الله التي لا تتبدل ولا تتحوّل ، وهي سُنة المدافَعَة بين الأمم التي قال الله عز وجل فيها : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ ) [ القرآن الكريم . سورة البقرة : الآية 251 ]
فكأن هؤلاء يُريدون الإفساد في الأرض !
ويُضادّون سنة الإدالة في الأيام التي قال الله عز وجل فيها : (َ تِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) [ القرآن الكريم . سورة آل عمران : الآية 140 ]
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]