عدد المساهمات : 47 نقاط : 166 تاريخ التسجيل : 21/08/2009
موضوع: من الطارق الأحد 28 فبراير 2010, 9:59 am
تخيل أنك في منزلك الآن وفي انهماك شديد تتابع (كليب ساخر) على أحد القنوات الفضائية أو على جهازالكمبيوتر... تخيلي أنك الآن أمام المرآة وفي انهماك شديد أيضاً منذ ساعة كاملة ..... هناك مشوار هـــام ..... يد تحمل قلم الكحل و يد تحمل زجاجة العطر ... وفجــــــــــــــأة !! طرق الباب .. جريت ..... جريتي إلى الباب نظرت من العين السحرية , من هذا الشخص الذي يشع وجهه نوراً ؟؟ فناديت ... مين ؟؟ فقال : أنا رسول الله!!!صرخت بدهشة ..... رسول الله !! ثم بقمة الفرح مددت يدك لتفتح الباب .. مرحباً برسول الله ولكن تذكرت .. ( التلفزيون شغال على الكليب ) جريت بسرعة لكي تغلقه فضغطت على زر آخر دون قصد ... صوت الكليب زاد أكثر ... وأخيراً ... أغلقت التليفزيون والكمبيوتر ثم جريت لتفتح الباب ....
يااااه ..... صور المغنية فلانة والممثلة فلانة التي تملأ غرفتي .. جريت مرة أخرى لكي تزيلها بسرعة ....... سمعت الجرس يدق للمرة الثانية ... وأنتزعتها من على الحائط من شدة السرعة سقطت واحدة على المكتب .... مددت يدك لتأخذهابسرعة ففوجئت .....
يااااااه .... شرائط الكاسيت ؟!! كل هذه شرائط أغاني سمعتهاوحفظتها أكثر مما حفظت القرآن طوال حياتي !!... وبدون تفكير جمعتها وألقيتها في أقرب صندوق قمامة وأغلقت عليها حتى لا يراها رسول الله الجرس يدق .... رسول الله سوف يذهب...
وأنتي ..... مددتي يدك لتفتحي الباب وأنتي في قمة الفرح لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ..
يا إلهي!! وضعتي يدك على شعرك المصبوغ عند الكوافير ...
كيف سوف أقابله؟؟!!
جريتي تبحثي عن طرحة ..... هذه ؟؟ لا ليست هذه ... لابد أن تكون طويلة ... وأخيراً وجدتيها ثم جريتي على الباب ...
يا إلهي !! سأقابل رسول الله بالبنطلون !!!
جريتي تبحثي بسرعة قبل ما يمشي رسول الله عن عباية واسعة أو إسدال واسع ... أخيراً وجدتي واحد
يااااه ... الماكياج على وجهي ... جريتي تغسلي وجهك سريعاً من كل المساحيق الحمراء والسوداء والصفراء التي عليه ... تذكرتي العطر !! الحمد لله .... الرسول طرق الباب قبل أن أضعه . أخيراً ... ستفتح لرسول الله جريت وأنت تغلق أزرار القميص المفتوح معظمه .... فوجئت بأن الرسول من طول الانتظار قد "ذهب" ... نظرت بجنون إلى الدرج ... إنه لا يزال ينزل ... ناديت عليه :: ياحبيبي يارسول الله ... أنا فتحت الباب ... عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل البيت ... ويا ليته ما دخل البيت ... جئت لتجلس .. وفجأة المحمول رن !! إنه يرن ولكن كأنك أول مرة تسمع هذه الرنة ( لآخر أغنية نزلت في السوق )
داريت وجهك خجلاً من رسول الله وعندما نظرت إلى الرقم الذي يتصل بك ... ارتجف قلبك !!!
ماذاأقول لرسول الله إذا سألني من الذي يتصل بك ؟ أقفلت فوراً حتى لا يسألك الرسول ..
فجأة شممت رائحة !! النبي بدأ يشعر بها يااااه نسيت السيجارة مولعة فقمت سريعاً لكي تطفئها . وعندما عدت .. قال لك الرسول أعطني المصحف الذي في جيبك ... ( ده مش مصحف يارسول الله دي علبة سجائر ) هتقدر تقوله كده ؟!! وفجأة سمعت صوت الأذان.. حتنزل ..؟! إنت بتنزل كل مرةفعلاً ؟ .. ولا هتنزل مجاملة لرسول الله ..؟! وإنتي .. ؟! هتقومي تصلي ؟! انتي بتقومي كل مرة فعلاً ...؟! ولا هتقومي مجاملة لرسول الله ؟
وماذا لو سألنا عن آخر مرة قرأنا فيه القرآن متى ؟! وماذا لو سألنا عن آخر مرة صلينا فيها الفجر متى ؟! وماذا لو سألنا عن علاقات الجامعة,قصص الحب, الرحلات المختلطة , سهرات القهاوي والنوادي , سهرات الدش والكليبات, شرب المخدرات , عقوق الوالدين , اطلاق البصر , سماع الأغاني...إلخ تخيل النبي هيعمل إيه عندما يرى أحوالنا ؟ عارف هيعمل ايه ؟! لن يغضب ... بل سيبكي بكاء مريراً ويصرخ فيك وفيكي : " أنت الذي ضحيت بعمري كله من أجلك " " أنت الذي تفرقت قبور أصحابي في الأرض من أجل أن يصل الدين إليك " " أنتي حفيدة عائشة وفاطمة " " أنت وأنتي الذي ظننت أنكم ستحملون الدين من بعدي ؟!!.. " كيف سأشفع لك عند الله وأنت على هذه الحالة ؟ كيف سأسقيك يوم القيامة من حوضي وقد هجرت سنتي ؟ تخيل لو أن الطارق ليس رسول الله ولكنه ملك الموت لكن في هذه المرة لن ينتظر على الباب بل لن يطرق الباب أصلاًوساعتها لن تجد وقتاً لكي تتخلص من كل هذا ... لن يعطيك الفرصة لقضاء من فاتك من الصلوات ... لن يعطيكي الفرصة لكي ترتدي الحجاب الشرعي ... " ومن مات على شيء بعث عليه " متى يا شباب سوف نتغير ؟!! عندما نجد ملك الموت جاء فجأة لينزع أرواحنا كما جاء لكثير من أصحابنا !! عندما يأتي منكر ونكير داخلين علينا في القبر !! عندما نجد أنفسنا نحاسب على كل عمل عملناه على الميزان ؟ ( كل أغنية , كل نظرة , كل كليب ) انك ولا شك ستذكر هذه الرسالة يوم القيامة ووقتها لن تكون إلا واحداً من اثنين: شاب أو فتاة وصلته هذه الرسالة فقرر أن يقف مع نفسه فكانت سبباً في تغيير حياته.. " أو " شاب أو فتاة قرأها ولم يهتم بها فكانت حجة عليه بين يدي الله يوم القيامة.
الأحد 28 فبراير 2010, 9:59 am