بسم الله الرحمن الرحيم
السعادة مطلب كل إنسان , ولكنها في أحيان كثيرة تعز على من يطلبها.
ويكون حاله معها كحاله مع السراب , كلما قرب منه تباعد عنه.
وما ذلك إلا لأنه يجهل الأسباب التي تحقق له تلك السعادة .
أنقل هنا لكم بعضاً من أسباب السعادة من كتاب " حدائق ذات بهجة : للشيخ القرني.
أسباب السعادة
1/الهدى والإيمان , والإستقامة على أمر الرحمن , ومخالفة الهوى والشيطان , ومجانبة الكفر والفسوق والعصيان.
2/العلم النافع فإنه يشرح الصدر , ويعظم الأجر, ويرفع الذكر , ويحط الوزر, وهومن أعظم الذخر,
وبركته العمل به في التصديق والنهي والأمر.
3/ كثرة الإستغفار والتوبة من الذنوب , وإدمان قرع باب علام الغيوب , وسؤاله الفتح على القلوب , فإنه التواب على من
يتوب.
4/ دوام ذكره على كل حال و في الحل والترحال , والثبات والإنتقال, واللهج بياذا الجلال ,
مع موافقة القلب واللسان عند نطق هذه الأفعال.
5/ الإحسان إلى العباد , ونفع الحاضر والباد , وتفقد الفقراء, وأهل البؤس والإجهاد , وقضاء حوائجهم بالإمداد , وإدخال
الفرح عليهم والإسعاد.
6/ شجاعة القلب في الأزمات , وثباته في الملمات , وقوته عند الكربات , وعدم انزعاجه
للواردات , ومجانبة قلقه في المصيبات.
7/ تصفية القلب من الأحقاد ,وتطهيره من الفساد , كالغل وحسد الحساد , وترك الإنتقام من العباد , والحلم على أهل العناد.
8/ اطِّراح فضول النظر والكلام , والخلطة والمنام , والتوسط في الأمور على الدوام ,
ومجانبة الإسراف والتبذيرفي كل أمر هام .
9/ محاربة الفراغ , والقناعة من الدنيا بالبلاغ , وعدم الروغان مع من راغ , ومجافاة كل طاغ وباغ.
10/ العيش في حدود اليوم الحاضر , ونسيان أمس الدابر, وعدم الإشتغال بالغد لأنه في حكم
المسافر, فأمس ميت , واليوم مولود , وغداً للناظر.
11/ النظر إلى من هو دونك في المواهب , من الصحة والعلم والمكاسب , كيف أنك فوقهم بفضل الواهب , وأن عندك
ماليس عندهم من المطالب.
12/ نسيان ما مضى من الأكدار , والغفلة عما سبق من الأخطار , وتجاهل ماسبق في
الزمن وصار, فلا تفكر فيه ماتعاقب الليل والنهار, فهو كالزجاجة التي أصابها الإنكسار.
13/وإن حصلت نكبة فقدر أسوأ مايكون , ثم وطن نفسك على احتمالها في سكون , واجعل التوكل على الله والركون , فإنه
كفاك ماكان وسيكفيك ما يكون.
14/ترك التوقع للأزمة , ولاتكن فيما يخاف منه في غمّة , فمن صدق مع ربه كفاه ما
أهمه , وماتدري لعل هذا اليوم لاتتمه.
15/وتخير من الأعمال ما يناسبك , وصاحب من على التقوى يصاحبك , فإن صاحبك ساحبك , واعلم أن هناك رقيباً يحاسبك.
16/اعلم أن الحياة قصيرة , فلا تقصرها بالأفكار الخطيرة , والهموم المثيرة , والأحزان الكثيرة , فإن الحياة حياة الفرح والسرور ,ولله الخيرة
17/ وإن أصابك مكروه , فقارن بين مابقي وفات , لتجد أنك في نعم وخيرات , وأنه بقيت لك مسرات , وأن ماعندك يزيد على مافقدته مرات.
18/ ولاتخف من كلام الحساد , ولوكان في غاية الخبث والفساد , فما يُحْسَدُ إلا من ساد , وليس عليك ضرر, إنما الضرر
على أولئك الأغاد , وسيكفيكهم الله , إن الله بصير بالعباد.
19/ واجعل أفكارك فيما يفيد , واجعل نصب عينيك كل أمر حميد , ,فإن حسنت أفكارك فأنت سعيد , لأنك من صنعها
كما يصنع الحديد.
20/ ولاتؤخر عمل اليوم إلى الغد, فتتراكم عليك الأعمال , وتجهد , فلكل يوم عمل محدد , فكن مع كل يوم مولود أمجد.وابدأ بالأعمال بالأَهم ، وجوده حتى يتم ، وعليك بالكيف لا بالكم ،واستخر الله قبل أن تهم ن فإِنّ العناية ثَمَّ .
* وتخيّر من الأَعمال ما يناسبك ، وصاحب من على التقوى يصاحبك ، فإِنّ صاحبك ساحِبُك ، واعلم أَن هناك رقيباً يحاسبك .
21/ وتحدث بالنعم الباطنة والظاهرة ,والمواهب الباهرة , فإن التحدث بها يطردالهموم القاهرة , ويعيد السعادة النافرة .
22/ وعامل الزوجة والولد والأقارب برؤية المناقب, ونسيان المثالب , فما من أحد إلا فيه معايب , ولوتركت كل ذي عيب
ماوجدت من تصاحب , يطيب جانب ويسوء جانب .
23/ وعليك بكثرة الدعاء , وحسن الرجاء , ولاتأيس مهما عظم البلاء , واشتدت الظماء , وكثر الأعداء , فإن الأمر بيد رب الأرض والسماء .
24/ ولا تخف من الثقلين , ولوملؤا الخافقين , فإنهم لن يضروك إلا بإذن رب العالمين , فنواصيهم في قبضته وهوذو الكيد المتين .
25/ وكل شئ بقضاء وقدر , فاصبر عند نزول المصاب أوفذر, فكل شئ في أم الكتاب مسطر, وإذا وقع القضاء حار الفكر, وعمي البصر.
26/ ورب مكروه عندك نعمة , نجاك الله به من نقمة , وأحلك به صهوة القمة , فلا تكره ماقدر الله وأتمه.
27/وتأسَّ بالمصابين , ففي العالمين آلاف المنكوبين , والناس بالكوارث مطلوبين , ومن النعم مسلوبين , وبالأقدار مغلوبين .
28/ وكل ذا الخلق يشكو دهره , ويبكي عصره , ويندب أمره ,, وقد أنهى بالهم عمره , فاعلم أن مع كل تمرة جمرة .
29/ واعلم أن اليسر مع العسر , ومع الصبر النصر, وأن الغنى بعد الفقر, والعافية بعد الضر, والدهر حلوومر.
30/ وعليك بالصبر الجميل , وتفويض الأمر إلى الجليل , , والرضاء بالقليل , والعمل بالتنزيل , والإستعداد ليوم الرحيل .
31/ واعلم أن فضول العيش أشغال , وكثرة المال أغلال , وإقبال الدنيا هموم وأثقال , وأن خير النعم راحة البال.
32/ وكوزماء ورغيف , على بساط نظيف , مع كتاب شريف , أفضل من ملك صنعاء إلى القطيف , وأهنأ من سكنى القصر
المنيف , وأين الملوك والدول يالطيف .
33/ ومن وقع في عرضك وفجر, وأسمعك مايوجب الضجر , فتجاهله ولاتجبه حتى ينحدر, والكلب لايملأ فمه إلا لحجر.
34/ ومارأيت مثل العزلة , يملك فيها العبد دينه وعقله ,ويرتاح من كل سفيه وأبله , فإن أكثر الناس لايساوي بقلة , فالزم بيتك فلن تجد مثله .
35/ ولايعجبك إقبال الناس إليك , فإنهم مع الدهر عليك , وماأتوا إلا لمرادهم فيك , ومامضى من التجارب يكفيك.
36/ والبس الملابس البيض النقية , وعليك بالروائح الزكية , ومارس الرياضة البدنية , وقلل من شرب المنبهات الردية ,
وأدمن الأوراد الشرعية.
37 وردد دعوى ذي النون , وأكثرذكر المنون , وهوّن الأمر يهون , ولاترضى في الدنيا بالدون , وسبحان ربك رب العزة عما يصفون .