الأسرة الناجحة هي تلك التي تضم أفرادها في إطار واحد تجمعهم المحبة والألفة من أب حنون وأم حنونة.
أسرة يراعي كل من فيها الآخر بعيدا عن الأنانية وحب الذات بعيدا عن الظلم والسيطرة وعدم الرحمة أو الضرب أو الاهانات أو التجريح.
عزيزي الأب:
ما أروع ان تحتوي اسرة سعيدة تضمها بين جناحيك.. بكل حب وتفان وتدعمها بالخبرة والنهوض والارتقاء وزرع الثقة بين افرادها. انت الاساس الذي ينبني عليه قوام هذا المجتمع الصغير.. فهل انت سعيد بهذه الأسرة حقا. وهذا الدور المسند إليك في هذه الحياة إذاً هل أنت إيجابي لهذه النعمة هل تقدرها حقا هل توفيها حقها؟؟!!.. انا هنا اسألك أيها الأب ما هو الدور الحقيقي لوجودك قائدا لهذه الأسرة هل ستبادرني بقولك أكدح واتعب من أجل توفير الأكل والشرب والكساء، وما إلى ذلك ترى هل هذا كله ما تحتاجه هذه الأسرة من الأب. إذاً ماذا تريدين ايتها الزوجة وانت أيها الشاب وايتها الشابة؟! وانت ايتها الطفلة وكذلك الطفل والمراهق وانت ايتها المراهقة هل كل معطى حقه وهل لهم حقوق وعليهم واجبات هل عاشوا في حقل مليء بالحب والدفء والعطاء والتفاني وطموح ليس له حدود.
هل نموا في نهر جار من الحب والتعاون وكل يوم يتجدد عليهم بما هو جديد فلنتدارس الموضوع بكل جدية نقاط بسيطة نوجهها إليك عزيزي الأب.
هل أنت قدوة في معظم تصرفاتك؟.
هل انت صادق وجاد مع الله في كل أمورك إذا كان جوابك بنعم فأنت أب ناجح واذا كان الجواب غير واضح وينقصني بعض التقيد الديني فلتراجع نفسك وتحاول قدر الامكان ان ترجع إلى الله وتعيد النظر في اساسك الديني، كتأخير الصلاة ، وصلة الرحم، برك بوالديك وتصدقك ولو بالقليل من مالك - زيارة المريض، عطفك على الفقراء.. دعوتك إلى الخير.. جميع تلك الأمور تعطيك الثقة في نفسك وقدرتك ومساعدتك على حل الأمور التي قد تواجهك في حياتك الخاصة والعامة.
فلنلخص الأمر على عدة أسس لكي تنجح الحياة أولاً الإيمان الصادق ينبع من قلب رقيق حليم رحيم شجاع قنوع رؤوف مدبر واساس متين.
إذا وجدت هذه الاشياء في قلب مؤمن فهو والله أب ناجح.. ان الاسلام وجد رحمة للعالمين وللمؤمنين فأنا هنا اقول وبكل صراحة أي انسان يعمل عملا لغير الله فهو عمل باطل، اما اذا دخل الإيمان في أي شيء فإنه يعتبر عملا ناجحا وهذا هو الواقع فلننظر إلى نقاط مهمة وناجحة ولتسأل نفسك عدة أسئلة من أهمها:
طفلك وهو صغير محتاج إليك إلى حبك وإلى رحمتك وإلى عطفك وإلى تربيتك وتعليمك.. هلا طبقت ما يطبقه قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في حسن تربيته للنشء في مجمل الأمور ولنطبق الشريعة الاسلامية البحتة. ان الاسلام يدعو إلى مراعاة الطفل ورحمته وعطفه فهل أنت كذلك أيها الأب. ونذكر هنا على الطفولة لأنها هي الاساس الذي ترتكز عليه المراهقة والشباب والشيخوخة والكهولة أيضا وهي الركيزة الاساسية لنجاح المستقبل.
فيجب مراعاتها وبنائها بناء حسنا وما أروع اللين والهدوء والحب والرحمة لذلك الصغير امامنا نحن الكبار. ألا يرحم الكبار الصغار وهم ذوو اجسام صغيرة وقلوب بريئة بيضاء ورقة وضعف يجعل القلب القاسي يلين والصخر يلين فلا تحرموا الأطفال الاهتمام والحب والعطف والرحمة فهم ثمار المستقبل وهم رجال المستقبل الذين يفخر به كل أب فلطفا عزيزي الأب أناشدك هنا واقول لك التفت إلى أعظم نعمة رزقك الله إياها من زينة الحياة الدنيا انه صغير لديك اعتن به لقنه معنى الحياة معنى الاهتمام بالآخرين لقنه عزة النفس والكرامة والرحمة والعطف على الفقراء لقنه الاحساس بالآخرين واحترام حقوقهم وكذلك حقوق نفسه فهو حقل مفتوح ازرع فيه ما شئت من روعات الحياة.. ألا تريد ان ترى امامك رجلا عظيما ذا اخلاق عالية وشجاعة فذة وثقة قوية جدا إذا اتعب من أجله.
عزيزي الاب - عزيزي الأم لنضع أيدينا معاً ولنوحد الهدف ونشحن الطاقات ونزرع الحب والعاطفة ونقبل على الحياة بشراهة المعرفة وحب الاطلاع وثقافة في تربية ذلك النشء فلنقرأ ونقرأ ونطلع على كل ما هو جميل وبارع في تغيير اساليبنا واخطائنا إلى الافضل دائما إلى الامام لا للانغلاق ولا للجهل ولا للتقليد الأعمى، نعم للثقافة نعم للمبادرة لتصحيح الأخطاء نعم للبناء ليس للهدم. كل شيء يصلح إذا اردنا اصلاحه واعادة النظر فيه فلندرك الوقت قبل ان تدركنا الأيام ولا ينفع الندم على تربية اطفالنا فهناك بعض النقاط التي ربما تساعدنا في استدراك اخطائنا فمثلا:
1- عوده على الشفافية في التعامل مع الأطفال.
2- يعود على حسن التعامل مع الآخرين.
3- يجب ان نتلفظ بألفاظ حسنة أمام الصغار وترك الألفاظ السوقية النابية البذيئة أمام الصغار مهما كان حجم الخطأ يجب ان نتعامل برفق.
4- يجب إذا اخطأنا ان نعتذر أمامهم وكذلك ان نشكرهم إذا عملوا حسنا ونثني عليهم.
5- يحب احترام آرائهم ورغباتهم وذلك حسب ظروف الحياة.
6- عدم توفر المادة لا يفسد للود قضية بحد ذاته ولكن أوجد البديل، أتعرف ما هو الكلام الحلو، إنشاء علاقة صداقة بيننا وبين الطفل والاعتراف بينك وبينه لكي يعذرك أيها الأب وليس تفرض عليه كل شيء بالقوة والقهر والصداقة.
7- يجب مسايستهم واقناعهم في هذا الجانب.
8- يجب تعويدهم على عدم الانانية واحترام حقوق الآخرين وعدم مس حقوق الغير إلا بإذن ويردها لهم حين الانتهاء وشكرهم.
9- يجب ان يدرب على احترام حقوق نفسه يعني ما يضيع حقوقه ويربي على عزة النفس والتشجيع الدائم وليس التوبيخ والذل .
10- يجب ان يربي بعدم السماح لأي شخص باهانته وحفظ حقوقه وعدم تجريحه.
يجب ان يربي فيه احترام المال وعدم البذخ والاسراف وتعويده على الادخار والاقتصاد من مصروفه اليومي وهو صغير لكي يتربى عنده الحس بالمسؤولية تجاه هذا المال.
يجب أن يعود على مراعاة مشاعر الآخرين واحترام المواقف ويبدأ ذلك من الصغر فمثلا المواقف الصغيرة مثلا.
إذا عاقبت أخاً أمام اخيه فلا تسمح للآخر ان يضحك على اخيه والاستهزاء به.
ازرع الثقة في نفسه كرفع معنوياته باستمرار والثناء عليه سوف تجد إن شاء الله كل خير وتوفيق.
وتحياتي لكم