قصة حب خالدة خلدها التاريخ الادبى للعربى نعيش سويا مع عنترة وعبلةنشأ عنترة العبسي من أب عربى هو عمرو بن شداد، وكان سيدا من سادات قبيلته، وأم أجنبية هى زبيبة الأمة السوداء الحبشية، وكان أبوه قد سباها فى بعض غزواته.وسرى السواد إلى عنترة من أمه، ورفض أبوه الاعتراف به، فاتخذ مكانه بين طبقة العبيد فى القبيلة، خضوعا لتقاليد المجتمع الجاهلى التى تقضى بإقصاء أولاد الإماء عن سلسلة النسب الذهبية التى كان العرب يحرصون على أن يظل لها نقاؤها، وعلى أن يكون جميع أفرادها ممن يجمعون الشرف من كلا طرفيه: الآباء والأمهات، إلا إذا أبدى أحد هؤلاء الهجناء امتيازا أو نجابة فإن المجتمع الجاهلى لم يكن يرى فى هذه الحالة ما يمنع من إلحاقه بأبيه.
وحانت الفرصة لعنترة فى إحدى غارات طيئ على عبس، فأبدى شجاعة فائقة فى رد المغيرين، وانتزع بهذا اعتراف أبيه به، واتخذ مكانه فارساً من فرسان عبس الذين يشار إليهم بالبنان.
ووقف طفل الحب الخالد يلقى سهامه النافذة ليجمع بين قلب عنترة وقلب ابنة عمه عبلة بنت مالك. ويتقدم عنترة إلى عمه يخطب إليه ابنته، ويقف اللون والنسب مرة أخرى فى طريقه، فقد رفض مالك أن يزوج ابنته من رجل يجرى فى عروقه دم غير عربى، وأبت كبرياؤه أن يرضى بعبد أسود - مهما تكن شجاعته وفروسيته - زوجاً لابنته العربية الحرة النقية الدم الخالصة النسب، ويقال إنه طلب منه - تعجيزاً له وسدا للسبل فى وجهه - ألف ناقة من نوق الملك النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لابنته، ويقال إن عنترة خرج فى طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وأنه لقى فى سبيلها أهوالا جساما، ووقع فى الأسر،وأبدى فى سبيل الخلاص منه بطولات خارقة، ثم تحقق له فى النهاية حلمه، وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان. ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططا، ثم فكر فى أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة، ثم تكون النهاية التى أغفلتها المصادر القديمة وتركت الباحثين عنها يختلفون حولها، فمنهم من يرى أن عنترة فاز بعبلة وتزوجها، ومنهم من يرى أنه لم يتزوجها، وإنما ظفر بها فارس آخر من فرسان العرب.حقيقة تالمت كثيرا على تلك القصة التى لم يجتمع فيها القلبين العاشقين ومع مقطف قصير لاشعار عنترةيا دارَ عبلةَ بالجواءِ تكلّمي **** وعَمِي صَباحاً دارَ عبلةَ واسْلَمي
أثني عليّ بما عَملتُ فإنّني **** سمحٌ مُخالِطي إذا لمْ أظلَم ِ
ولقد ذكرتكِ والرّماحُ نواهلٌ **** منّي وبيضُ الهنْدِ تقطرُ منْ دَمي
هلاّ سألتِ الخَيل يا ابنةَ مالكٍ **** إنْ كنتِ جاهلةً بما لا تعلَمي
فوددتُ تقبيلَ السيوفَ لأنّها **** لَمعتْ كَبــارقِ ثغركِ المتَبسّم
يدعونَ عنترَ والرماحُ كأنَّها **** أشطانُ بئْر في لَبَانِ الأدْهَمِ
ومع مقطف اخر = فَوَلَّـت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا ****** وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ
وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا ****** كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ
تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـن ****** عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِـي الغِمـدِ
مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَـةُ الحَشـا ****** مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ الـقَـدِّ
يَبيتُ فُتاتُ المِسـكِ تَحـتَ لِثامِهـا ****** فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ الـنَـدِّ
وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا ****** فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ
وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّـمَـت ****** مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ فى نهاية القصة ارجو ان اكون قد وفقت فى تناولها والى اللقاء مع قصة اخرى من قصص الحب العذرى العربى ايمن المنصورة الاحد الموافق
9اغسطس عام 2009